الأنشطة الصيفية للأطفال.. بين اجتهاد المؤسسات وتفاوت الفرص
مع انطلاق العطلة الصيفية، يعود التساؤل حول مدى توفر أنشطة ثقافية وترفيهية ورياضية للأطفال في تونس، خاصة داخل المؤسسات العمومية المعنية بالشباب والطفولة، فهل يجد الطفل التونسي اليوم متنفسًا فعليًا في مؤسسات الطفولة والشباب العمومية خلال فصل الصيف؟
يرى عدد من الأولياء أن المؤسسات الثقافية والشبابية ما تزال حاضرة وتقدم برمجة متنوّعة للأطفال والمراهقين، تشمل المسرح والموسيقى والرسم والرياضة، وتساهم بشكل فعلي في تأطير الناشئة في أوقات الفراغ.
وأشار بعضهم إلى أن هذه الأنشطة تُنظَّم داخل دور الشباب والمراكز الثقافية، مع التأكيد على وجود برامج صيفية موجهة للفئات العمرية الدنيا.
في المقابل، يرى آخرون أن دُور الشباب محدودة التوزيع أو غائبة في بعض الجهات، وأن التأطير الفعلي للأطفال ما يزال دون المستوى، مما يترك العديد من الأسر أمام خيارات محدودة، في ظل غياب فضاءات قريبة وآمنة للترفيه والتكوين.
وفي هذا الإطار، أكدت مديرة دار الشباب بحي التحرير رفيقة النفطي، أن العمل داخل المؤسسات الشبابية والثقافية لا يتم بصفة عشوائية، بل يُبنى وفق برامج مُعَدّة سلفًا تغطي كامل السنة، ويتم تحديثها وتقييمها بشكل دوري.
وأضافت النفطي أن الأنشطة الصيفية تُفتَح على نطاق أوسع لتشمل مختلف الشرائح العمرية، باعتبار أن دور الشباب تصبح خلال الصيف الوجهة الأولى للأطفال والشباب داخل الأحياء، خاصة في غياب بدائل اخرى امام عدد كبير من العائلات.
وشددت النفطي على أن البرامج المقدمة داخل دور الشباب تتوزع بين برامج وطنية تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة والمندوبيات الجهوية، وبرامج جهوية ومحلية تُصاغ حسب خصوصية كل مؤسسة ومحيطها الاجتماعي والثقافي.
وعلى مستوى المحتوى، تشمل هذه الأنشطة مجالات متعددة مثل المسرح، الموسيقى، الرسم، الفنون التشكيلية، تنمية المهارات، الترفيه، والتمكين الذاتي، وكلها تندرج ضمن محاور استراتيجية وضعتها الوزارة المعنية في أفق 2035، لخلق بيئة آمنة ومحفزة للشباب.
أما عن توقيت الأنشطة، فأكدت أن فترات الدراسة تفرض تقليص عدد الحصص الأسبوعية، غالبًا إلى أيام الجمعة، السبت، والأحد، في حين أن العطلة الصيفية تسمح ببرمجة يومية تقريبًا، مع تسجيل إقبال محترم من الأطفال والشباب على مختلف الأنشطة.
غسان عيادي